Ana sayfa Özgeçmiş Arapça Öğreniyorum Arapça Alıştırmalar İletişim

 
    Ana sayfa > Arapça Makale ve Araştırmalar > İki Önemli Türkmen Şeyhi





 
 

 

 

شيخان جليلان تركمانيان

  د. نظام الدين إبراهيم أوغلو

باحث أكاديمي ـ تركماني ـ تركيا

e.mail.nizameddin955@hotmail.com

مقدمة

 

        عند انتشار الطرق الطّوفية في مناطق تركمان إيلي في الجمهورية العراقية، أخذت مدينة كركوك نصيبها من هذهِ الحضارة الإسلامية الجديدة وعلت بفضلهم شأن الشّعب التركماني بتطور علوم وثقافة ومعنويات وأخلاق هذا الشّعب العريق وبسبب ارتباطم الشّديد بالدّين الإسلامي الحنيف، فانتشرت الطّرق الصّوفية بكثرة ومن بينها الطّريقة القادرية والنّقشبنديّة والمولوية والبكتاشية والرّفاعية، وبعد سقوط الدّولة العثمانية وبمحاربة الاستعمار والضغوط السياسية من قبل الحكومات الطّاغية على الخلافة الإسلامية، فحاربوا معهم العلماء والمثقفين وكذلك حاربوا الطرق الصوفية وشيوخها ومريديها، بسبب كبر حجم التعذيب والظّلم والإبادة فلم يستطع أكثرهم من المقاومة مما أدّت إلى زوال هذه الطرق وقتل شيوخهم وعلماءهم. على كل حال فحاربوا هؤلاء وكذلك كل من له صلة بالدّين فاضطهدوهم قسم أدخل إلى السجن أو نفي إلى بلاد أخرى والقسم الأخر قتل أو أعدم.

أما عن أسباب أخرى على فقد اِعتبار المشايخ واضمحلال أهمية التكايا والتصوف في كل هذا العصر، يرجع إلى أنه قد جُعل تولي الشيخ إلى رئاسة الطريقة الصوفية عن طريق نظام الوراثة، وقد اعتاد المريدون والناس بجلب أحد أولاد شيوخ الطريقة بعد وفاة الشيخ إلى الرئاسة وإن كان غير مؤهل للعلم أو ذا أخلاق حسنة. ففي عام 1910م اجتمع تحت رعاية شيخ الإسلام في الخلافة العثمانية كافة شيوخ الطرق والعلماء لدراسة أسباب عدم ايفاء الشيوخ أعمالهم والضعف الموجود في أداء دورهم، مع دراسة الطرق الكفيلة لإزالة هذه العوارض، فوصلوا إلى أنّ السبب الأساسي هو عدم رعاية الأولاد أو الأحفاد لشروط الإمام أو الشيخ، وجعلوا التكايا مكان كسب معيشة أفراد الشيخ، فخرج أكثرهم من أهدافهم الأساسية، ونحن ننزه الطّيبون من عباد الله الصّالحون.

الشّعب التركماني كانوا يحترمون العلماء والمشايخ العظام الذين لهم الفضل في إحياء الأخلاق الإسلامية العالية. وكان هؤلاء المشايخ في حينه على مستوى عالٍ من العلم والعرفان والتّقوى والأخلاق الفاضلة فكانوا رموز وأمثلة حسنة في تعريف وتمثيل الشّعب التركماني المسلم.

وعلى الرّغم من عدم تدخلهم لسّياسة الدّولة وعدم تقربهم إلى الحكومات الطّاغية ومن الاستعمار الإنجليزي أو الرّوسي في العراق، فكانوا على مراقبة شديدة فلاقوا كثيراً من المشاكل والضّغوط والتّهديدات السّياسية ولاحقتهم جواسيس واستخبارات وبدأوا بتخويف مريديهم بعدم ذهابهم إلى التّكايا أو الزّوايا، ليمتنعوهم من أخذ علومهم الدّينية والمعنوية. ومع الأسف الشّديد هذه الحوادث تتكرر في كل عصر بسبب حكم المنافقين وأعوان الاستعمار، وحتى بعد إستقلالهم من الحكم الاستعماري.

مع كل هذا فلن تنخدع شيوخ وعلماء الطّرق الصّوفية العريقة الأصيلة وإن قلت عددهم لمغريات وتهديدات هؤلاء الفساق إلاّ القليل منهم وهذا شيء عادي لأنّه يُمكن أن يتواجد منافقون وانتهازيون في كل مجموعة أو جماعة.

ونسأل الله أن يحفظنا ويحفظ أحفاد علماءنا ومشيخنا من كل سوء ومكروه.

وسوف أتكلم هنا عن حياة هذين النموذجين من شيوخ التّركمان ولطريقتين مختلفتين وهما الصديقان  الجليلان.

 

05ـ01ـ2007

 

1 ـ الشّيخ محمد حسام الدين القادري الكركوكي

 

الشيخ محمد حسام الدين بن عمر بن الحاج الكوثر القادري، هو العالم الفاضل والمرشد الكامل والخطيب الملهم وخليفة الطّريقة القادرية. ولد عام 1902 في محلة صاري كهية بكركوك وتوفي عام 1966م، عاصر الحكم العثماني والملكي والجمهوري فذاق طعم الرّخاء والرّاحة في العصر العثماني وطعم الشّقاء والحزن والاضطهاد بعد سقوطها.

كانت والدته على علم واسع في القرآن الكريم. وكان للشيخ أولاده الشّيخ بُرهان والشّيخ عبدالكريم وصفاء الدين، فقد تولى خليفة الطريقة الشيخ برهان ثم الشيخ عبدالكريم والآن يدير التكية ابنه الصّغير الشيخ صفاء الدين في نفس جامع حسام الدين بالإضافة إلى الطّريقة القادرية يدير أيضاً ذكر الطريقة النقشبندية. والشّيخ محمد حسام الدين صوفي ومربي عبقري فهو عالم الحُكّام والعَوام يعرف كيف يُخاطب النّاس بعلمهِ وتواضعهِ وفراستهِ فأحبّه كلّ أهالي كركوك بكافة قومياتهِ وطوائفهِ بالإضافة إلى ذلك كان مشهوراً بالفضل والكرم والجود فلم يأت عنده زائر إلاّ أن ضّيفه في بيتهِ أو في تكيتهِ إذا كانوا أعداداً كثيرة ولأيّام طِوال دون ملل، ولم تنقص وجبات الطعام الثلاثة من الأكلات الجيدة للضيوف أبداً. ويقدم كل هذه الخدمات الإنسانية إرضاءاً لله تعالى وطاعة لأوامره التي تقربها من الله تعالى.

نشأ الشّيخ محمد حسام الدين في حجر والده وتتلمذ عليه، وكان يترأس الطريقة القادريّة كما ذكرنا. درس علوم القرآن من الفقه والحديث والفلسفة والجغرافيا والتاريخ ونحو ذلك، وتعلم مبادئ العربيّة على يد أساتذة مختصين. سافر بصحبة والده في جولة علمية إلى الديار العراقية من أربيل وسُليمانية وبغداد ومحافظات أخرى، حيث لقي الشيوخ والعلماء أمثال: الإمام خالد النقشبندي السهروردي، والسيد محمود الكيلاني في بغداد وسلك الطريقة القادريّة ولقي الشيوخ فيها والعلماء.

لقد اشتهرت التكية وجامع الحاج كوثر باسم الشيخ محمد حسام الدين ووصلت إلى ذروتها في زمنه بسبب علمهِ ودرايتهِ ونشاطهِ وكان على زيادة بينة بين صفوف مريديه من المثقفين ورجال الأعمال، وكان له الفضل الكبير في تربية وتعليم الأجيال على الأخلاق العالية ومثالاً جيداً في توحيد كلمة صفوف المسلمين وبالأخص بين القوميات التركمانية والكرديّة والعربية. وكان الشّيخ على ارتباط وثيق مع تكايا الدّول الإسلامية من تركيا وسوريا ومصر وغيرها من الدّول. حارب الفساق والمنافقين والمشاغبين في مدينة كركوك بشكل متواصل في خطاباته ووعظه وإرشاداته للناس ولم يخضع يوماً لأوامر الطّاغين والانتهازيين فحاربهم بكل مالديهِ من قوّة.

لقد أُنشأ جامع الحاج كوثر لأوّل مرّة عام 1888م في زمن جدّ الشّيخ حسام الدّين الشيخ كوثر القادري. ولكنّه تمّ انتشار الطريقة القادريّة في كركوك في زمن ابنهِ الشّيخ عمر القادري وهو والد الشّيخ محمد حسام الدّين في النّصف الثّاني من القرن الثّامن عشر.

لقد ذاعت شهرت التكية في زمن الشّيخ محمد حسام الدين وإلى يومنا هذا على ذكر دائم وخاصة في ليالي الجمع من كل أسبوع وكذلك تلقى فيها دروس الفقه أو الحديث والتّفسير أيام الثلاثاء بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب. ولكن بسبب الظروف السّياسية التي مرّت بها العراق بعد حرب الخليج قد تغيّرت أوقات الذّكر وحتى إعطاء دروس فيها قد تجمدت.

"توفي والده الملا عمر إمام وخطيب جامع الحاج كوثر وعمر الشّيخ محمد حسام الدين تسع سنوات وقام بكفالته وتربيته جده الحاج كوثر مشيد جامع كوثر. قرأ القرآن الكريم على يد والدتهِ. ودرس أصول النحو والصّرف والفقه على علماء كركوك الأفاضل منهم العالم ملا محمود المزناوي وأجازه. لقد كوّن الشّيخ محمد حسام الدين نفسه بنفسه فيما كان به من فصاحة واطلاع وعلم غزير في الفقه والتفسير والحديث والأدب والتّاريخ والتّصوف وكان خطّاطاً ماهراً وكذلك كان عالماً جليلاً وأديباً شاعراً وقد تولى الإمامة والخطابة في جامعهم وما يزال شاباً يافعاً لا يتجاوز عمره السّابعة عشرة. فقد أفنى حياته في هذا السّبيل في البيعة والطّريقة والأرشاد وإطعام الطّعام. كان يجيد اللّغة التركية والعربية والفارسية."[1]

ومن تلاميذ الشّيخ حسام الدين أفندي هو العالم والأديب القدير السّيد سليمان المفتي ابن محمد درويش أفندي مفتي كركوك السّابق وغيرهم.

ومن كتبه:

1ـ الأنفاس الرحمانية في سلسلة القادرية الطّالبانية بالتركية طبع في مطبعة شمال كركوك 1973م. 2ـ رسالة (سيرة الأئمة الأربعة) مخطوط.

01ـ01ـ2007

 

2ـ حاج عزت ولي النّقشبندي الكركوكي

 

هو العالم الجليل حاج عزت ولي من العُلماء الصّالحين وخليفة للطريقة النّقشبنديّة، لقد اشتهر باسم حاج عزّت تيلجي. واستعملت عائلتهم الألقاب التالية (بقال باشي، قلنجي، وكذلك الجلالي نسبة إلى جلال الدين خوارزم شاه وبلقب البيرقدار نسبة إلى رفع راية أجدادهم في الحروب عند الدّولة الخوارزمية). ولد في محلّة صاري كهية، الواقعة في منطقة قورية بمدينة كركوك عام 1885م وتوفي عام 1956م. اسم والدهِ حاج ولي ابن رجب، وجده رجب قد جاء من مدينة أدنا التركية وسكن مدينة كركوك، واسم زوجتهِ جميلة بنت عبدالرحمن والتي كانت معروفة بوقارها وذكائها وحبها للخير، وأولادهم الملازم الأول أنور والمحامي المشهور محمد (أبو أيدن) وفضيلة ومديحة.

عاصر الحكم العثماني والملكي وكان الصّديق الوفي للشيخ محمد حسام الدين فكانا على لقاء دائم في كل أوقات الصّلاة ماعدا المناسبات الدّينية وغير ذلك من المناسبات.

وحاج عزّت من المعاصرين للشّيخ عبدالرّحمن خالص الكركوكي القادري أيضاً. وقيل أنّه قد أخذ طريقته من أحد خلفاء مولانا خالد البغدادي قدّس الله سرّه. لقد جعل قصره أو مضيفته (ديوانيته)[2] مركزاً للذكر والإرشاد وكذلك مكاناً لإسكان وإطعام الغرباء والمساكين والعلماء. وكان من الوجهاء وأهل العلم والثقافة في كركوك. بالإضافة إلى ذلك كان يمتاز بسخاءه وحبه للضيافة. وكان أُسوة حسنة للإخاء والإتحاد بين كافة أطياف وأقوام مسلمة فلم يفرقوا في تكاياهم بين العربي والأعجمي إلاّ بتقوى القلوب والأخلاق الفاضلة.

وبدأ يرشد النّاس ويزاول طريقته الصوفية في بيتهِ الكبير في منطقة قورية، وأحياناً كان يُزاول عمله الإرشادي في جامع الشّيخ حسام الدين. درس حاج عزّت ولي النّقشبندي القرأن الكريم والعلوم الإسلامية من فقه وتفسير وحديث وتصوف والتّاريخ الإسلامي وعلوم أخرى على يد علماء أجلاء في عصره.

لقد نشأ رحمه الله في بيت علمٍ وجهادٍ وثراءٍ فلا ينقصهم إلاّ الحريّة وعدم الذّل أمام الاستعمار. فكان رجلاً فاضلاً ومن أعيان مدينة كركوك ومن المجاهدين البارزين الذين وقفوا ضد الإنجليز منذ بدأ سقوط الدّولة العُثمانيّة إلى أن وافاه الأجل عام 1956م، فلاحقه ولاحق أولاده الاستعمار الإنجليزي وأتهموهم بعُملاء الحكم العثماني.

لقد عاش أحداث الحرب العالمية الأولى، فمضت عليهِ السنين مليئة بالأحداث الجسام، وقدّم أبناء العراق كثيراً من التضحيات في معارك غير متكافئة ضد قوى عالمية عام 1914م، ثمّ حلّت ثورة العشرين المباركة عام 1920م، فذاق هو وأبناء وطنه طعم التشرد واللجوء. كان حاج عزت مديراً في مديرية البريد والبرق والهاتف في قضاء راوندوز، وقد سلك وظيفة الوالد حاج ولي. وبعد أن تولّى نفس منصب الوالد خطى نفس خطى والده في استمرار النّضال والكافح ضدّ جواسيس الاستعمار الغربي وخاصة الروسي والإنكليزي الموجودين هناك." وفي تاريخ 29 محرم 1332هـ اجتمع مع والي موصل وقائمقام راوندوز وكان أخر اجتماع لهم فقرروا على إغلاق البريد في راوندوز، وفي عام 1333هـ بدأت الحروب، وبعد أن استقال حاج عزت من وظيفتهِ كمدير للبريد والبرق والهاتف في قضاء راوندوز لأجل أن لايخدم الاستعمار والطغاة والمنافقين"[3]. وأخيراً اُضطر للرجوع والعيش في بلده كركوك عيشاً صوفياً فأخذ إجازة خليفة النّقشبدية من مشايخ عصرهِ كما ذكرنا أعلاه. وكان طول حياته يدعوا الله وينتظر اليوم الذي تبدأ فيه جولة الحق وينتصر فيه جنود الإيمان وتعلو كلمة الله في ربوع أرض المسلمين.

بالإضافة إلى ذلك كان رحمه الله من كبار تّجار مدينة كركوك، وفي زمنه امتلك أكثر من نصف منطقة قورية في الخمسينات ثمّ استولت الدّولة على أكثرها بسبب حجة فتح الطّرق أو إنشاء مدارس ودوائر رسمية ونحو ذلك.

لقد مرَّ حاج عزّت بحادث سياسي عندما كان يُناضل ويكافح من أجل الإسلام وحماية الخلافة الإسلامية العثمانيّة وهي أنه كان مديراً للبريد والبرق والهاتف في راوندوز كما ذكرنا وهذه الوظيفة كما نعرف أنّها من الوظائف الحسّاسة في حالة الحروب لإيصال البرقيّات السّرية إلى الجهات المعنية، ومنها إلى مقر سلطان المسلمين، فلو لم تكن المديرية بيد المخلصين لأصبح منبع الخيانة وكشف الأسرار العسكريّة، فقاوم حاج عزّت بكلّ ما في وسعه جواسيس الاستعمار الإنجليزي والرّوسي بكافة الأساليب وخاصّةً في منع إعطاء أو كشف الرّسائل والبرقيّات لهؤلاء الجواسيس، وكانت الرسائل تَصل أو تُرسل من وإلى الحكومة العثمانيّة، بالرّغم من الضّغوط الشّديدة عليهم وخاصّة من قبل قائمقام القضاء في راوندوز، وحتى أنّه هاجم مقرّ القائماقامية مع موظفيهِ وتشاجروا معهم ، وبعد ذلك استقال من وظيفته بعد احتلال الاستعمار الإنجليزي العراق عام 1918 واستمر نضاله إلى أن وافاه الأجل في الخمسينات. كان رحمه الله يتقن اللّغة التركمانية والعربية والكردية. أمّا عن مؤلّفاته فلم نعرف شيئاً عن ذلك، ولكننا نعرف الشيء الوحيد وهو أنّ زوجته في مجزرة كركوك عام 1959م حرقت كافة كتبه في مكتبته الخاصة خوفاً من الطّغاة الموجودين لأنهم في كل آن كانوا يقتحمون بيتوتهم ويفتشون عن المستمسكات فيها. أما عن السؤال ماذا كانت تحتوي هذه المكتبة من الكتب؟ وهل كان فيه مؤلفات مخطوطة أو مطبوعة للحاج عزت؟ بقيت هذه الأسئلة بدون جواب وإلى الأن.

05ـ01ـ2007

والله ولي التوفيق

بقلم نظام الدين إبراهيم أوغلو

 


[1] irak-turkmen.com/tercuman/56_1_8.pdf( بقلم عصمت رفيق صاري كهية) 

[2]  بالتركماني ديواخانه وكانت ديوانيته رحمه الله من إحدى الديوانيات المشهورة في كركوك وكانت تمتاز بمساحة واسعة من الأرض فيها حديقة كبيرة وغرف عديدة متفرقة وصالون كبير (دور عتبة: بلا تشبيه كان يشبه هذا الصّالون مسجداً بدون قبّة) وفي داخلها أيضاً يتواجد عّدة غرف وفي الدّيوانية طبعاً لا ينقص الخدم والطّباخين لأجل خدّمة الضّيوف. ولايزال هذه الدّيوانية باقية إلى الآن في محلة صاري كهية بكركوك.

 مترجم من سجلات الأرشيف العثماني في إسطنبول، سجلات راوندوز.[3]

 

       Geri

 

Web Siteme Hoş Geldiniz!

اهلاً وسهلاً لزيارتكم موقعنا

 

Copyright ©2006
Nizamettin İBRAHİMOĞLU