المختصر في مواضيع
الفلسفة
وعلم المنطق
د.
نظام الدين إبراهيم اوغلو
باحث أكاديمي تركماني ـ تركيا
e.mail.
nizameddin955@hotmail.com
الفصل الأوّل
المختصر في
مواضيع الفلسفة
الفلسفة: تعريفه:
هي محاولة العقل إدراك كَنة جميع المبادئ الأولى، وكانت وما
زالت تبحث في جوهرها عن الله سبحانه وتعالى، وهي تبحث أيضًا في
أصل الكون وعلّته وحقيقته. والفلسفة تبحث عن ما وراء الطبيعة
أي عن حقيقة الله والأخرة وخلود الإنسان. والفلسفة اليونانية
تبحث في الغيبيات فقط، وهذا يعارض الفكر الإسلامي. وفي نظر
العلم والإسلام يحصر البحث العقلي في المحسوسات وفي المعقولات
بحدود ضوابط الشّرع الموجود في القرآن الكريم والسنة النبوية
وهما المقياس الأول في الإسلام، مثلاً تدرس بدلاً من ذات الله،
آيات ودلائل تثبت عن وجود الله أو بدلاً من حقيقة الكون يدرس
ظواهر الكون ونظمه ونواميسه. ويزعم الفلاسفة أنهم أهل المنطق
والبرهان لأنهم يبحثون في المحسوسات والمعقولات بالعقل وهو
المقياس الأول والأخير عندهم.
والفلسفة:
كلمة مشتقة من فيلاسوفيا وهي كلمة يونانية الأصل معناها الحرفي
"محبة الحكمة".
ويدخل من ضمن
الفلسفة كذلك علم الأخلاق والجمال.
والفلسفة عند فيتاغورس "الفلسفة هي محبة الحكمة بذاتها"، وقيل
القدماء "الفلسفة أم العلوم".
بعض الاصطلاحات المستعملة في الفلسفة:
(منهج، قياس، تأمل، تصرّف، جوهر، تصور، تخيّل، تجسم، تعلل،
طبيعة، محاكمة، بديهية، واقعية، وضعية، غريزية، وجودية، كيفية،
جبرية، كميّة إضافية، استقراء، استدلال، استنساخ، استنباط،
وجود الله، إنكار الله، وجود الأخرة، إنكار الأخرة، ماوراء
الطبيعة، علم المعرفة).
أبحاث ومواضيع الفلسفة اليونانيّة:
والتي هي في نظر الإسلام كُفرٌ.
1ـ قدم العالم وأزليته. 2ـ إنّ نعيم الجنة روحاني لا مادي. 3ـ
أنّ الله يجهل الجزئيات ويعلم الكُليات.
علمًا أن تسمية الفلسفة الإسلامية مظهر آخر من مظاهر إنحراف
المسلمين. ونحن نسميها إسلامية تجوزًا وإلاّ فهي إلى حدّ بعيد
صدى للفكر اليوناني. وكما يشير الدكتور محمد البهي ""دون أن
يقدّم جديدًا أو حتى دون أن يهضمه"".
وقيل أيضًا أنها تبحث عن:
1ـ
أصل الكون وجوهره. 2ـ الخالق (الصانع) والمخلوق. 3ـ العقل وأسس
التفكير.
4ـ صفات الخالق(الصانع)، ولماذا وجد الانسان؟ 5ـ براهين اثبات
الصانع (علما ان اليونان قد تطرقوا لها).
أقوال العُلماء على الفلسفة:
ـ لقد حاول الفلاسفة المسلمون أمثال: الكندي والفارابي وابن
سينا، التوفيق بين الإسلام وبين الفكر اليوناني لكن دون جدوى
ولم يفد من هذه المحاولات أي من الجانبين، ولا شك أن هذه نتيجة
منطقية، فإن من أهم أسباب التضاد بين الطّرفين هو التناقض في
ما تخص الأسس والغايات والوسائل، فكان من المستحيل التوفيق بين
دين مصدره الإله وفكر مصدره الإنسان.
ـ قال الشيخ أبو النور الموزون: أنّ الفلسفة بحر على خلاف
البحور يجد راكبه الخطر والزّيغ في سواحله وشطآنه. والأمان
والإيمان في لججه وأعماقه.
عُلماء الفلسفة عند المسلمين:
الإمام الغزالي ـ ابن سينا ـ الفارابي ـ ابن رشد ـ ابن باجة ـ
ابن طفيل ـ إخوان الصفا ـ الإسماعيل الرازي ـ محمد بدر الدين
الحلبي ـ محمد عبدة ـ الكندي ـ أبو علاء المعري ـ ابن خلدون.
عُلماء الفلسفة في الغرب:
يمكن القول أن الفلسفة كانت موجودة قبل اليونانيين، في
الحضارات الصينية والهندية والبابلبة وغيرهم من الحضارات
القديمة، ولكن بسبب عدم وجود آثار ومدونات لهذه العصور فانتسبت
الفلسفة إلى اليونانيين لوجود أثار ومدونات لهم.
ونحن نجد علماء الغرب يحلّلون مواضيع الغيب
بشكل غير معتاد عند المسلمين كما ذكرنا أعلاه فمثلاً: تدرس
بدلاً من ذات الله، آيات ودلائل تثبت عن وجود الله أو بدلاً من
حقيقة الكون يدرس ظواهر الكون ونظمه ونواميسه. وهم يبحثون في
المحسوسات والمعقولات بالعقل وهو المقياس الأول والأخير عندهم.
أـ الذين وصلوا إلى حقيقة الله:
أي عندهم إتجاه عقلاني مثل: (1ـ طاليس "ويدّعون أنه مؤسس
الفلسفة، وهو صاحب قول أنّ الكون تكونت من ماء". 2ـ أرسطو
"ويدعونه بالنبي". 3ـ أفلاطون. 4ـ آنا كساغورس. 5ـ أكزنوفنس.
6ـ بارمنبدس. 7ـ مليسوس "تلميذ بارمنبدس". 8ـ نيوتن. 9ـ
فيتاغورس "ويقول: الفلسفة هي دراسة الحكمة". 10ـ عمانؤيل. 11ـ
عمانئيل كانت. 12
ـ ديكارت. 13ـ سقراط. 14ـ جان جاك روسو. 15ـ جون لوك. 16ـ
كانت. 17ـ فرانسيس بوتر. 18ـ شيلر). وغيرهم.
ب ـ الذين لم يصلوا إلى حقيقة الله:
أي عندهم إتجاه غير عقلاني أي لهم إتجاه مادي مثل: (1ـ
أبقراط. 2ـ وليم جيمس. 3ـ توماس هوبز. 4ـ جورجس بولتزير. 5ـ
دفيد هيوم. 6ـ كابانيس. 7ـ دوركايم. 8ـ نيتشه. 9ـ أوجست كونت
(في فرنسا). 10ـ بر تراند رسل "يريد إثبات الله تعالى في
المعامل"). 11ـ أنيشتاين. وغيرهم.
ج ـ بعض العلماء الذين تعمقوا في تخصصهم وأوجدوا كشفًا جديدًا
وأعتبروهم من الفلاسفة أيضًا:
1ـ
محيي الدين بن عربي (ابرز اعلام الفلسفة الصوفية).
2ـ داروين
ونظريته مراحل تطور البشر
(وهو عالم في الاجتماع). 2ـ هيجل (وهو عالم بيولوجيا). 3ـ
هربرت سبنسر "وهو عالم فيزيولوجيا ". 4ـ كارل ماركس
ونظريته المادية
"وهو سياسي مؤسس الاشتراكية الإباحية في روسيا". 5ـ إنجلز
"وكان من مؤسسي الشيوعية، وهو عالم في الاجتماع أيضًا". 6ـ
موسوليني (كان سياسيًا فأسس اشتراكية فاشية في إيطاليا). 7ـ
آدم سميث " وكان باحثًا اقتصاديًّا". 8ـ ألبرت أينشتاين "وكان
عالمًا لفيزياء". 9ـ جون لوك "كان مفكرًا سياسيًّا وهو
إنكليزي".
10ـ
فرويد ونظريته في الجنس.
11ـ
دور كهايم (كايم) ونظريته حتمية القطيع الجمعي. يشرح التغيير
والتقدم الاجتماعي .
أصناف الطّالبين:
أربعة أقسام كالأتي:
1ـ المتكلمون: وهم يدّعون أنهم أهل الرأي والنظر، وقد نظروا
إلى النجوم وقالوا أنها بقدر الدينار، وثبت أنها أكبر من
الأرض.
2ـ الفلاسفة: وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان.
3ـ الباطنية: وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم، والمخصصون
بالاقتباس من الإمام المعصوم.
4ـ الصوفية: وهم يدعون أنهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة
والمكاشفة، وقد ثبت عندهم الصدق في كل أعمالهم الفطرية
والعلمية.
وعلى كل عاقل ومتعلم فطن أن يتعلم أراء وحقائق جميع العلماء،
ولكن عليهم أن يقيسوا الحقائق على كما هو موجود في القرآن
والسنة.
أنواع الفلسفة:
1ـ النوع الأول:
والتي
يعتبر أساس التقسيم الفلسفي: وينقسم إلى قسمين:
ـ الفلسفة الميتافيزيقية (ماوراء الطبيعة)
Metafizik ontoloji.
ـ نظرية المعرفة
Epistemology
2ـ النوع الثاني:
ويعتبر التقسيم الثاني المضاف إلى أنواع الفلسفة. ويكون
كالأتي:
الفلسفة الاجتماعية ـ الفلسفة التاريخية ـ الفلسفة الاقتصادية
ـ الفلسفة التربوية ـ الفلسفة الدينية ـ الفلسفة السياسية
ـ فلسفة الرّياضيات ـ الفيزياء ـ البيولوجيا ـ علم النفس ونحو
ذلك.
أصناف الفلاسفة:
1ـ الدّهريون:
يقولون أن العالم لم يزل موجودًا، كذلك بنفسه لا بضائع. كذلك
الحيوان من النطفة، والنطفة موجود أيضًا منذ الأزل. وأنا أرى
أنه تحمل هذه الفكرة في عصرنا الحاضر الشيوعيون والملحدون
ويدّعون بأزلية الكون والخلق.
2ـ الطّبيعيون:
أكثر بحثهم عن عالم الطبيعة وعن عجائب الحيوانات والنباتات،
فظهر عندهم من كثرة البحث: إعتدال المزاج وتأثير عظيم في قوام
قوى الحيوان به فظنّوا أن القوة العاقلة من الإنسان تابعة
لمزاجه أيضًا وإنها تبطل ببطلان مزاجه فينعدم ثم إذا انعدم فلا
يعقل إعادة المعدوم كما زعموا. فذهبوا أن النفس عوّت ولا تعود
وأنكروا الجنة والنار والحشر والنشر والقيامة والحساب.
3ـ الإلهيّون:
دراستهم في الوجود المطلق منهم سقراط وأفلاطون وأرسطو طاليس
رتب لهم النطق وهذب لهم العلوم وهم يؤمنون بالوجود المطلق.
نظريات لعُلماء الملاحدة:
1ـ نظرية قانون الصدفة أو العلة والمعلول. 2ـ نظرية الارتقاء
العضوي أو نظرية الطبيعة أو مبدأ النشوء (داروين). 3ـ نظرية
قانون الجاذبية. 4ـ نظرية الدهريون (نشأة الكون، أزلي). 5ـ
نظرية الحلول والفناء.
نظريات لعلماء الغرب المؤمنين بالله:
1ـ نظرية فيثاغورس. 2ـ نظرية نيوتن. 3ـ نظرية التكامل. 4ـ
نظرية الإضافة لأنشتاين.
مدارس ومذاهب الفلسفة في الوقت الحاضر:
كلها تتفق على رفض وجود الله تعالى:
1ـ الوضعي. 2ـ التطوري. 3ـ الماركسي. 4ـ الوجودي. 5ـ الغربي.
6ـ الشرقي. 7ـ المثالي. 8ـ اليميني. 9ـ اليساري. 10ـ
الواقعي. ونحو ذلك.
مراحل أو إتّجاهات الفلسفة:
التي ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي (أوجست كونت) والذي نشأ في
النصف الأول من القرن التاسع عشر.
1ـ المادية (الميتافيزيقية): وفيها فسر الإنسان والأحداث باسم
(عناصر خارجية) لا يعلمها، ولكنه لا يذكر اسم الإله.
2ـ الروحية (اللاّهوتية): والتي فسرت الأحداث فيها باسم الأله.
3ـ الوضعية: التي أخذ الإنسان يفسر فيها الأحداث باعتبارها
عناصر خاضعة لقوانين عامة، يمكن إدراكها بالمطالعة، أو
المشاهدة العلمية، وفي هذه المرحلة لا تذكر (الأرواح والألهة
والقوى المطلقة).
أقسام الفلسفة:
فلسفة مثالية ـ
فلسفة مادية ـ
فلسفة التعليم ـ
فلسفة التاريخ ـ
فلسفة اللغة ـ
فلسفة القانون ـ
فلسفة الرّياضيات ـ
فلسفة العقل ـ فلسفة
الفلسفة (ما
بعد الفلسفة) ـ
فلسفة الفيزياء ـ
فلسفة السياسة ـ
فلسفة علم النفس ـ
فلسفة الدين ـ
فلسفة العلم ـ
فلسفة العلوم الاجتماعية
ـ
فلسفة الأدب ـ
فلسفة بوذية ـ
فلسفة صينية ـ
فلسفة كونفوشية ـ
فلسفة هندوسية ـ
فلسفة هندية ـ
فلسفة إسلامية ـ
فلسفة يابانية ـ
فلسفة جاين ـ
فلسفة طاوية ـ
فلسفة إنجليزية ـ
فلسفة فرنسية ـ
فلسفة المانية ـ
فلسفة إغريقية ـ
تاريخ الفلسفة الغربية ـ
فلسفة روسية.
كتب
الفلسفة:
1ـ تهافت الفلاسفة، المنقذ من الضلال، إحياء علوم الدين ـ
للإمام الغزالي.
2ـ الدّين ـ للدكتور محمد عبد الله دراز.
3ـ درء تعارض العقل والنقل، موافقة صحيح المنقول الصريح
المعقول ـ لابن تيمية.
4ـ تهافت الفكر المادي التاريخي ـ للدكتور محمد البهي.
5ـ قصة الإيمان بين العلم والفلسفة ـ للشيخ نديم الجسر.
6ـ تهافت التهافت ـ لابن رشد.
7ـ الإشارات والتنبيهات، النجاة ـ لابن سينا.
8ـ نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، مناهج البحث عند مفكري
الإسلام ـ للدكتور علي سامي النشار.
9ـ حيّ بن يقظان ـ لابن طفيل.
10ـ دلالة الحائرين ـ لابن ميمون.
11ـ طوق الحمامة ـ لإبن حزم "تأثر فيه بأفلاطون".
12ـ رسائل فلسفية ـ للكندي (أبو يوسف يعقوب).
13ـ المقياسات، الإمتاع ـ لأبي حيان التوحيدي.
14ـ تدبير المتوحد ـ لابن ماجه.
15ـ القرآن والفلسفة ـ للدكتور محمد يوسف موسى.
16ـ التفكير الفلسفي في الإسلام، الإسلام والعقل ـ للدكتور
عبدالحليم محمود.
17ـ آراء أهل المدينة الفاضلة ـ للفارابي (أبو نصر).
18ـ دراسات في الفلسفة الوجودية ـ لعبد الرحمن بدوي.
كتب فلسفة الأخلاق:
1ـ الفلسفة الخلقيّة ـ للدكتور توفيق الطويل. 2ـ مباحث في
فلسفة الأخلاق ـ للدكتور محمد يوسف موسى. 3ـ المشكلة الأخلاقية
والفلاسفة ـ ترجمة د. عبد الحليم محمود والأستاذ أبو بكر هلال
ذكري.
الفصل الثّاني
المختصر في علم المنطق
تعريف علم المنطق:
علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح، ويمكن أن نقول هو
وسيلة العقل أي علم التخلص من الخطأ وهذا يعني كلّ كلام أو جمل
أو عبارة يقبلها العقل فهو المنطق يشبه الرياضيات، مثال على
ذلك: كل إنسان ناطق ولا تقول كل ناطق هو إنسان، مواضيعها
ثمانية في صور القياس (المقولات والقضايا والبرهان أو
الاستدلال). وفي مادته (الجدل والسفسطة والشعر والخطابة).
أنواع المنطق:
1ـ المنطق الكلاسيكي (منطق أرسطو).
2ـ المنطق الحديث (المنطق الرياضي).
3ـ المنطق الضبابي (منطق الغموض).
عُلماء الغرب في المنطق:
علماء الأغريق (1ـ أفلاطون. 2ـ أرسطو "والمنطق الرمزي"). ومن
العلماء في العصر الحديث: (1ـ لوك "والقيمة الحسية". 2ـ هيجل
"ونظريته المنطقية". 3ـ أسبينوزا الهولندي. 4ـ لابينتس
الألماني. 5ـ ديكارت. 6ـ كانت. 7ـ فيختة. 8ـ شبلنك. 9ـ نيكولا.
10ـ ريتشر).
أقوال العُلماء في المنطق:
قال ابن حجر في شرح الحديث الأربعين للنووي: ومن ألات الشرع من
تفسير وحديث وفقه، المنطة (المنطق) الذي بأيدي الناس اليوم،
فإنه علم مفيد لا محذور فيه، وإنما المحذور في المنطق المخلوط
بالفلسفة المنابذة للشريعة، ولذا قال الغزالي: لا وثوق بفقه من
لا يتمنطق، يعني لا يعرف المنطق إما بالسليقة كالمجتهدين أو
بالتعليم كم دونهم، وقال ابن الصّلاح وغيره أفتى بتحريمه،
محمول على المنطق المخلوط بالفلسفة المنابذة للشريعة، انتهى
كلام ابن حجر.
مواضيع علم المنطق:
1ـ التّعريف: الذي يهيئ لنا قواعد للتعريف، وكيف نعرف الأشياء
تعريفًا يبين حقيقتها أو يوضح معناها.
2ـ الاستدلال: الذي يهيئ لنا قواعد الاستدلال، وكيف نستدل على
صحة الفكرة أو خطأها.
3ـ مناهج البحث: الذي يهيئ لنا قواعد المنهجية للوصول إلى
المنهج السليم أو طريقة البحث العلمي، وكيف نبحث المعلومات
بحثًا منظمًا يبعد البحث عن العقم أو الوقوع في الخطأ. فيعلمنا
كيف نعرّف الأشياء تعريفًا يبين حقيقتها أو يوضح معناها.
ويعلمنا كيف نستدل على صحة الفكرة أو خطأها. ويعلمنا كيف نبحث
المعلومات بحثًا منظمًا يبعد البحث عن العقم أو الوقوع في
الخطأ.
والمنهج العلمي في المنطق: هو الطريقة التي يتبعها العلماء في
وضع قواعد العلم وفي استنساخ معارفه على ضوء تلك القواعد
الثابتة ولكافة مواضيع البحث.
فوائد علم المنطق:
1ـ من الواضح أن جميع العلوم هي نتائج التفكير الإنساني، ومن
الواضح أيضًا أن الإنسان حينما يفكر قد يهتدي إلى نتائج صحيحة
ومقبولة، وقد ينتهي إلى نتائج خاطئة وغير مقبولة ولهذا فالعلم
الذي يتكفل بوضع وإعطاء القواعد العامة للتفكير الصحيح هو علم
المنطق.
2ـ إننا بتعلمنا قواعد المنطق نستطيع أن ننفذ الأفكار
والنظريات العلمية فنتبين أنواع الخطأ الواقع فيها وأن نتعرف
على أسبابها.
3ـ تميز بين المناهج العلمية السليمة والتي تؤدي إلى نتائج غير
صحيحة.
4ـ نستطيع كذلك على ضوء فهمنا القواعد المنطق أن نفرق بين
قوانين العلوم المختلفة، وأن نقارن بينهما ببيان مواطن
الالتقاء والشبه بينهما ومواطن الاختلاف والافتراق.
الخلاصة:
أن القيمة الدراسية لعلم المنطق هي بتوفره على تكوين قدرة
التفكير السليم في البحث والنقد وتقييم الأراء والأفكار وتقدير
الأدلة والبراهين في مختلف مجالات الفكر الإنساني.
المصطلحات العامّة في المنطق:
العلم:
وهو إنطباع صورة الشيء في الذهن. ينقسم إلى قسمين:
1ـ التّصور:
وهو إدراك الشيء. والتصديق: وهو الاعتقاد بالشيء. بمعنى
البرهان والإثبات على الشيء.
2ـ الدّلالة:
وهو ما يوجب إدراك شيء بسبب إدراك شيء ملازم له. مثال على ذلك:
إذا سمعت جرس الباب يدق ينتقل إلى ذهنك إلى وجود شخص بالباب قد
ضغط على الزر. وفيها ثلاثة أمور: 1ـ الدّال: وهو صوت لجرس. 2ـ
المدلول عليه: وهو وجود الشخص بالباب. 3ـ الدلالة: وهو إيجاب
إدراك وجود الشخص بالباب لا إدراك صوت الجرس.
والدّلالة على قسمين: 1ـ لفظية: وينقسم إلى : أـ عقلية: مثل
سماع الصوت خارج الدار (وجود متكلم). ب ـ طبيعية: مثل لفظ (أخ)
يدل على التألم. ج ـ وضعية: مثل دلالة لفظ (قلم) يدل على
معناه.
2ـ غير لفظية: وينقسم إلى: أـ عقلية: مثل رؤية الدخان على وجود
النار. ب ـ طبيعية: مثل سرعة حركة النبض على وجود الحمى. ج ـ
وضعية: مثل دلالة سير إشارات الكهرباء على الإتجاه.
أنواع اللّفظ:
ستة منها:
1ـ مختص: له معنى واحد، كحيوان وحديد. 2ـ مشترك: له عدة
معانٍ، كعين وجون. 3ـ منقول: استعمل في معنى أخر كصلاة ومذياع.
4ـ مُرتجل: اسم على غير مسمى، أي استعمال معنى مع عدم
المناسبة. 5ـ مجاز: استعمال اللفظ في غير معناه كاستعمال أسد
لرجل شجاع. 6ـ حقيقة: استعمال اللفظ في معناه.
أنواع المعنى:
ينقسم إلى قسمين:
أـ المفهوم:
المعنى الموجود في الذهن. مثل (الإنسان). وينقسم أيضًا إلى
ثلاثة أقسام:
أـ جزئي: مثل (خالد ـ موسى). ب ـ حقيقي وإضافي: مثل (قحطان
إنسان). ج ـ كليّ: مثل (كتاب، مدرسة، إنسان). وكلي متواطىء
(إنسان، ذهب). وكلّي مشكك (الوجود، البياض).
ب ـ المصداق:
المعنى الموجود في الخارج: حيوان ناطق، إنسان ناطق (الإنسان
حيوان ناطق)، علاقة انطباق المفهوم بالمعنى.
النّسب الأربع:
ويراد بها النسبة بين الكليين وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أـ التساوي مثل الإنسان والناطق، كل إنسان ناطق، كلّ ناطق هو
إنسان.
ب ـ التّباين: الحيوان والجماد، لا شيء من الحيوان بجامد، ولا
شيء من الجماد بحيوان.
ج ـ العموم والخصوص مطلقًا، الحيوان والطائر، كل طائر حيوان،
بعض الحيوان طائر.
دـ العموم والخصوص من وجه الكليّات الخمسة: وينقسم إلى: 1ـ
الذاتي: الكلي الذي بعد حقيقة مستقلة مثل الإنسان، أو جزء
حقيقة مثل حيوان. 2ـ العرضي: منها: العرضي الخاص: وصف للحقيقة،
مثل الضحاك الذي يعد وصف للإنسان فقط. والعرضي العام: مثل ماشي
صفة للحيوان والإنسان وإلخ.
التّعريف:
وهو بيان حقيقة الشيء أو إيضاح معناه. وينقسم إلى 1ـ الحد منها
:الحد التام: التعريف بالجنس والفصل القريبين (الإنسان: حيوان
ناطق). والحد الأقصى: التعريف بالجنس البعيد والفصل القريب مثل
(الإنسان جسم حي ناطق).
2ـ الرّسم التام: التعريف بالجنس والخاصة مثل (الإنسان حيوان
ضاحك). الرّسم الناقص: التّعريف بالخاصة فقط مثل (الإنسان:
ضاحك) أي الضاحك هو الإنسان فقط.
التّقسيم والتّصنيف:
تعريف التقسيم أو القسمة:
هو تجزئة الشيء إلى أنواعه أو تحليله إلى عناصره. وينقسم إلى:
أـ قسمة طبيعية: مثل الماء فينقسم إلى عنصري الأوكسجين
والهيدروجين. ب ـ وقسمة منطقية: هي تحليل الشيء إلى أنواعه
التي ينطبق عليها مثل تقسيم الكلمة إلى الاسم والفعل والحرف.
وقسمة الزاوية إلى حادة وقائمة ونفرجة، وله شروط وأساليب.
تعريف التّصنيف:
هو وضع الأفراد في مجموعات متميزة على أساس خاص. وينقسم إلى
التصنيف العلمي. وإلى التصنيف الغير العلمي (كالشكل والحجم).
الاستدلال:
وهو إقامة الدّليل لإثبات المطلوب. وينقسم إلى: أـ الغير
المباشر: وهو إقامة الدّليل على لازمة المطلوب لإثباته (الروح
موجود). ب ـ المباشر: هو إقامة الدّليل على المطلوب لإثباته
(كحرمة الخمر).
القضايا:
لابد من القضايا قبل دراسة طرق الاستدلال، لأن القضايا هي مواد
الاستدلال وعناصره التي يتألف منها. ويمكن تعريفه بأنه الخبر.
وينقسم إلى: أـ الحملية: وهي ما حكم فيها بثبوت شيء أو نفي شيء
عن شيء (خالدٌ حاضرٌ) فيه المحكوم عليه، والمحكوم به، والحكم.
ب ـ الشّرطية: وهي ما حكم فيها وجود نسبة بين قضية وأخرى أو
عدم وجود نسبة بينهما مث (إذا أشرقت الشّمس فالنهار موجود).
التّناقض:
هو تلازم بين قضيتين يوجب إحداهما الصّدق والأخرى الكذب.
العكس المستوي:
هو تبديل طرفي القضية مع بقاء الكيف والصّدق. (كلّ ماء سائل ـ
بعض السائل ماء/ بعض السّائل ماء ـ بعض الماء سائل).
عكس النّقيض:
هو تحويل القضية إلى قضية أخرى موضوعها نقيض محمول القضية
الأولى. ومحمولها نقيض القضية الأولى، مع بقاء الكيف والصّدق.
(كلّ كاتب إنسان / كلّ إنسان هو لا كاتب).
القياس:
تطبيق القاعدة الكلية على جزئيها لمعرفة حكم الجزئيات (كل من
يشرب الخمر فاسق / خالد لأنه يشرب الخمر وهو فاسق). وينقسم إلى
استثنائي ـ وافتراقي ( الحمامة طائرٌ، وكلّ طائر حيوان،
فالحمامة حيوانٌ)، ولمناهجه شروط خاصة.
الاستقراء:
هو تتبع الجزئيات للحصول على حكم كُلي، وهي قاعدة عامة. وينقسم
إلى:
أـ الاستقراء التام: هو تتبع جميع جزئيات الكلي، المطلوب معرفة
حُكمه. ب ـ الاستقراء الناقص: هو تتبع بعض جزئيات، المطلوب
معرفة حُكمه، ولمناهجه شروط خاصة.
كيفية الاستدلال بالاستقراء بالمراحل:
1ـ مرحلة الملاحظة والتجربة.
2ـ مرحلة الفرض.
3ـ مرحلة القانون. مثل نظرية الجاذبية ونظرية أرخميدس ونظرية
التطور ونحوه.
طريقة الاستدلال العلمي:
الطريقة الجديدة التي كشفها العلم الحديث بعد التطورات في
ميادينه العديدة، بحيث لم تعد تقف أمامها دعوى الدّين وعقائده.
وهي معرفة الحقيقة بالتجربة والمشاهدة.
1ـ حقيقة التجربة والقياس: لقد فشلت عندهم بعض التجارب وهذا
يدل أن التجربة ليست بحقيقة. مثل (السفن الشراعية في أول الأمر
كان من الخشب فقالوا لا يجوز صنعها من الحديد. ثم قانون
الجاذبية لا يدخل للتجربة و يعرفون عنها شيئًا. وفي باية القرن
العشرين كان عندهم تلسكوب ضعيف شاهدوا الأجرام في السّماء
وفسّروا أنها سحب من البخار والغاز، وبعدها شاهدوا أنها أجرام
ونجوم. وأيضًا في حقيقة الماء لا يعرفها لحد الآن ويرونها أنها
ماء سائل، ولا يرون بأقوى التلسكوبات في العالم كونها يحمل
(O1,
H2).
2ـ نظرية التطور العلمي: يدّعي البروفيسور (ماندير) لقد ثبت
صدق هذه النظرية.
"ونحن نقول هل لاحظها أحدهم وشهد عليها شهود؟ وهل جرّبها في
معمله وكتب عنها ملاحظاته؟"
ويدّعي (اشّير أرثر كيت) المحامي المتحمس لنظرية الارتقاء،
ويقول أنه لا يمكن أن يدخل هذه في التجربة وإنما هي عقيدة
أساسية.
"ونحن نقول ما دام كلّ شروطهم موجودة في الدّين، فلماذا يرفضون
الدّين إذن؟"
والبروفيسور (سيسيل بابس هامان) أستاذ أمريكي في البيولوجيا
أبطل وجود الإله. وقال أن صيرورة الغذاء جزءً من البدن وتتفاعل
كيمياويًّا فيها. ويقول أن الطبيعة لا نفس الكون وإنما نفسها
بحاجة إلى تفسير.
وزعم (هيجل) عالم البيولوجيا ويقول (إئتوني بالهواء، وبالماء،
وبالأجزاء الكيميائية، وبالوقت، وسأخلق الإنسان).
"ونحن نقول لو كان لك القدرة لجعلت ذلك، وإن فاتك الزمن،
فليحاول تلاميذك من بعدك، فلو اجتمع كافة أهل العلم وبمساعدة
حكام دول العالم فلن تستطيعوا على أن تخلقوا ذبابة واحدة
أبدًا."
العلاقة بين الفلسفة والمنطق:
الفلسفة:
هي مجموعة بحوث فكرية، تستهل بالبحث عن المعرفة، مصادرها
وقيمتها. وهذا البحث هو أيضًا مستهل البحوث المنطقية. فلولا
معرفة مصدر المعرفة الصحيحة وقيمتها لما استطاع الإنسان أن
يخطوا أية خطوة لا في حقل الفلسفة ولا في حقل المنطق.
وجون ديوي:
يقول: وعلى أية حال فالمنطق من حيث الأصول الأولية لمادته،
فرعٌ مشتق عن فلسفات مختلفة، ثمّ تعود النتائج التي ينتهي
إليها المنطق فتتخذ أداة لتأييد الفلسفات التي ما كانت تلك
النتائج إلاّ نتائجها، فالفلسفة ملتصقة بالمنطق كما أن المنطق
محتاج إلى الفلسفة.
كتب علم المنطق:
1ـ خلاصة المنطق ـ لعبد الهادي الفضلي. 2ـ كتاب المنطق ـ لعبد
الكريم المدرس. 3ـ معيار العلم في المنطق ـ للإمام أبي حامد
الغزالي. 5ـ المنطق الإسلامي أصوله ومناهجه ـ لمحمد تقي
المدرسي.
والله الموفق
نظام الدين إبراهيم أوغلو ـ جامعة هتيت
|